كلمات هادئة تنتظر قصائد مختارة لويليام كارلوس ويليامز ترجمة ياسر عبد الله

* الترجمة خاضعة لرخصة المشاع الإبداعي (المشاركة مع نسبة العمل لمترجمه دون تحريف أو تعديل أو اشتقاق ودون استغلال تجاري)

Untitled

* أُنجزت ترجمة هذه القصائد في عام 2010 ونشرت في موقع أكسجين ومجلة قاب قوسين ومدونة النرد، وعنوان القصائد المختارة من اختيار زياد عبد الله محرر موقع أكسجين.

للتحميل انقر الرابط أدناه

كلمات هادئة تنتظر

صورة شخصية لسيدة

فخذاك شجرتا تفاح

تلامس زهورهما السماء

أية سماء؟ السماء التي

علق عليها ” واتو “[1] خُفَيّ

سيدةٍ، ركبتاك

نسمة جنوبية – أو

عصف ريح ثلجية، آخ ! أي رجل

كانه “فراغونار”[2]

– كأن ذلك يجيب على

أي شيء، آه, أجل – تحت

الركبتين, هكذا يمضي اللحن نازلاً للأسفل، إنه

أحد أيام الصيف البيضاء تلك.

عشب كاحليك الطويل

يرقص على الشاطيء.

أي شاطيء؟

يصعد الرمل نحو شفتيّ.

أي شاطيء؟

آخ، ربما هي التويجات، كيف لي

أن أعرف.

أي شاطيء؟ أي شاطيء؟

قلت إنها تويجات من شجرة تفاح.

سأقول فقط

لقد أكلت البرقوقات

التي كانت في الثلاجة

والتي ربما كنتِ تدخرينها للإفطار

سامحيني

لقد كانت لذيذة

حلوة جدًا وباردة جدًا.

أغنية ما

دع الثعبان يُكمن تحت

عشبه

والكتابة التي

من كلمات، بطيئة وسريعة، حادة

كي تقطع، هادئة لتنتظر.

غير نائمةٍ

_ عبر المجاز تؤلف بين

الناس والصخر  _

دَوّن ( الأشياء

لا الأفكار ) ابتكر !

فالقة الحجر [3] هي زهرتي التي

تشق الحجر.

امرأة زنجية

تحمل باقة من الأقحوان

                                    ملفوفة

                                                في صحيفة قديمة.

ترفعها عاليًا في يدها

                                    ورأسها عارية

                                                            رجة

كفليها

                        تجعلها تتهادى

                                                وهي سائرة.

تنظر

                        في واجهة المتجر المارة به

                                                            في طريقها .

إن هي إلا

                        رسولة

                                                من عالم آخر .

عالم الأقحوانات الجميلة

                        بدرجتي لون مختلفتين

                                                       هي التي تعلن

دون أن تعي ما تفعل

                                    سوى

                                                أنها تسير في الشوارع.

حاملة الوردات التي في يدها عاليًا

                                    كمشعلٍ

                                                مبكرًا جدًا .. في الصباح.

دمار تام

كان يومًا ثلجيًا

قمنا بدفن القطة

ثم أخذنا الصندوق

وأشعلنا النار فيه

في الفناء الخلفي.

البراغيث التي هربت من

الأرض والنار

ماتت من البرد.

في ذكرى نيسان

تقولين الحب هذا، والحب ذاك

شُرابات أشجار حور، لبلابات أشجار صفصاف

مزيج الريح والأمطار

– تنقط وترن، تنقط وترن –

والفروع تنجرف، هاه هاه

الحب لم يزر أبدًا هذا البلد.

صيادون في الجليد[4]

الصورة كلها يغمرها الشتاء

جبال ثلجية

في الخلفية الإياب من الصيد، قرب السماء

عن الشِمال

صيادون أقوياء يتقدمون

أحمالهم، لافتة الحانة

المعلقة من

مفصل مكسور، إيّل، ومسيح مصلوب

بين قرنيه، ساحة

الحانة الباردة

مهجورة إلا من نار موقدة ضخمة

تلهب الريح –  وتلهب النار

امرأة تكوم الحطب

حولها من خلفها الأيمن

التل نموذجي للمتزلجين

بروجل  الرسام

المعنيُّ بكل تفاصيل رسمه، اختار

أيكة أبردها الشتاء

في مقدمة رسمه

ليكمل الصورة.

صورة شعرية موزونة

هناك عصفور في شجر الحور

بل هي الشمس

الأوراق سمكة صفراء صغيرة

تسبح في النهر.

العصفور ينزلق فوقها

النهار على جناحيه.

فوبوس[5]

إنه هو الذي يصنع

الإشراق العظيم بين فروع الحور

هو الذي يغني

هو الذي يفوق ضياءه صخب

أوراق الشجر التي تعصف بها الريح.

Danse russe[6]

 

لو أني، حين تكون زوجتي نائمة

ويكون الطفل و كاثلين

نائمَين

و تكون الشمس قرصًا أبيض لاهبًا

في الضبابات الحريرية

فوق الأشجار المضيئة _

لو أني في حجرتي الشمالية

أرقص عاريًا، بصورة غروتسكية[7]

أمام مرآتي

ألوح بقيمصي حول رقبتي

وأغني بعذوبة لنفسي

” إني وحيد، وحيد

وُلِدتُ لأكون وحيدًا

والأفضل لي أن أكون كذلك “

ولو أني أعجبت بذراعيّ ،وبوجهي

بأكتافي، بخاصريّ، وبمؤخرتي

أمام الظلال الشاحبة الصفراء _

فمن سيقول أني لست

عبقري عائلتي السعيد.

شاهد قبر

صفصافة عجوز بفروع مجوفة

تمايلت ببطءٍ بما تبقى لها من أغصان متسلقة عالية ومرتعشة

غنت:

الحب صفصافة صفراء صبية

تتراقص بأضوائها عند حافة الغابة العارية.

كعب قدم وطرف إصبع حتى النهاية[8]

يقول غاغارين، في نشوة

أنه كان بإمكانه

المضي قدمًا للأبد.

لقد حَلَق

وغنى

وحين هاجر تلك

المئة والثماني دقيقة من دقائق الزمن، خارجًا

عن سطح الأرض، كان يضحك.

ثم عاد

ليتخذ له مكانًا

بين البقية الباقية منا.

من بين كل عمليات القسمة

والطرح تلك، كان له مقياس يتبعه

أحس بكعب القدم وطرف الإصبع

كأنه كان يرقص.

Hic jacet [9]

أطفال الناصية الصغار السعداء

بتلك العيون البنية البراقة

ليس أباهم من الرجال المرحين

وليست أمهاتهم من الضاحكات بلا سبب

لكن أطفال الناصية الصغار السعداء

يضحكون بكل بساطة.

يضحكون لأنهم يُزهرون

فاكهتهم على كل الأغصان

بص ! كيف سيتعثرون بالخسارة

والسماء الحانية تملأ بطونهم الصغيرة ؟!

أنهم أطفال الناصية السعداءـ السعداء

الذين يضحكون بكل سهولة.

 

ويليام كارلوس ويليامز (1883-1963 ): شاعر أميركي ارتبط اسمه بالحداثة وبالحركة التصويرية، موضوعاته مستمدة من الحياة اليومية العادية، في قصائده خفة حلوة وسخرية جميلة.

ياسر عبد الله : مترجم مصري مقيم في القاهرة.

لأية ملاحظات خاصة بالترجمة تعديلًا أو تنقيحًا رجاء التواصل على البريد الإلكتروني Yalaeg@gmail.com


[1] جان أنطوان واتو (Watteau)  : فنان فرنسي (1684-1721) اشتهر برسم المناظر الطبيعية.

[2] جان أونوريه فراغونار (Fragonard) : رسام فرنسي  ( 1723- 1806 ) ينتمي إلى تقاليد مدرسة الروكوكو المتأخرة .

[3] saxifrage زهرة تنبت داخل الصخر وتشقه.

[4] من ديوان صور من بروغل، وبيتر بروغل Breughel, pieter (1520-1560) رسام فلمنكي. واسم لعائلة فنية كبيرة من أبنائه، واللوحة المنشورة له بعنوان صيادون في الجليد.

[5] فوبوس : اسم آخر للإله أبولو إله الشعر والجمال عند الاغريق.

[6] رقصة روسية : العنوان في الأصل بالفرنسية.

[7] الغروتسك Grotesque، في الفن المعماري يعني قطعة زخرفية تتميز بأشكال بشرية وحيوانية غريبة، وفي الفن المسرحي التركيب بصورة ساخرة وعشوائية في الوقت نفسه بين أشياء واقعية وخيالات عنيفة، ولدلالات المصطلح فضلت إبقاءه كما هو.

[8] مصطلح رياضي في رياضة المشي لإثبات المشي لا الجري، ويقصد به عدم رفع أصابع القدم حتى يلامس كعب القدم الأخرى الأرض.

[9] هنا يرقد – العنوان في الأصل باللاتينية.

About yasirabdullah

مدون منذ عام 2005، وكاتب له رواية واحدة هي (حكايات الصولي) (2008) ومترجم وباحث موسيقي له محمد عبد الوهاب صانع موسيقى القرن (وثائقي ٢٠١٦) وعدة حلقات وثائقية متنوعة عُرضت على قنوات Art. نشرت له دوريات عديدة منها جريدة العرب اليوم الأردنية وموقع قديتا وموقع قاب قوسين. محرر سابق في مجلة معازف.
هذا المنشور نشر في بابل, تلاوات الكهان وكلماته الدلالية , , , . حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق