أسطورة
بعد موت هابيل، تقابل كل من قابيل وهابيل، كانا يمشيان في الصحراء، ومن بعيد عرف كل منهما الآخر، فقد كانا فائقي الطول، وجلس الاثنان على الأرض، أشعلا نارًا، وأكلا.
جلسا صامتين، كما يفعل الرجال المتعبون عند حلول الغسق، وفي السماء، التمعت نجمة، رغم أنها لم تكن قد دعيت باسمها بعد.
في نور النار، رأى قابيل جبهة هابيل، عليها علامة الحجر، فرمى من يده الخبز الذي كان على وشك رفعه نحو فمه، وسأل أخاه المغفرة.
” أأنت قتلتني، أم أنا الذي قتلتك ؟ ” قال هابيل ” إني لم أعد اذكر، ها نحن هنا معًا كما كنا من قبل “.
” الآن أدركت أنك بالفعل قد غفرت لي ” قال قابيل ” فالنسيان يعني المغفرة، أنا أيضًا سأجرب النسيان “.
” نعم ” قال هابيل ببطء ” فطالما بقي الندم، فالذنب يبقى أيضًا “.
خ.ل.بورخيس
من مجموعة “في مديح الظلام”
ترجمة : ياسر عبد الله .